نقص في مادة الفروج بنسبة 40 بالمئة في الأسواق.. والأسعار ما زالت على ارتفاعها
الاقتصاد اليوم:
في وقتٍ سابق غير بعيد، كانت العائلات السورية تتفاخر بتقديم الوجبات التي تتضمن وجود اللحم في أغلب ولائمها، أما اليوم فباتت أغلب الأسر السورية عاجزة عن شراء اللحم البلدي، إلا لمرة واحدة في الشهر، وذلك بسبب ارتفاع أسعاره، الأمر الذي يجبر المستهلك على التكيف مع واقع الغلاء المفروض، مروراً بغلاء الحاجيات الأخرى كالخضار والفاكهة ومتطلبات الحياة اليومية، وصولاً إلى مستلزمات الشتاء الأساسية، كل تلك الارتفاعات يقابلها دخل محدود قد لا يكفي للأيام العشرة الأولى من كل شهر.
شرحات دجاج بـ 2150 ليرة
حاولنا الوصول لأسعار تقريبية لكل من الأسماك واللحوم بمشتقاتها المتنوعة، من خلال جولتها في سوقي باب الجابية وباب سريجة بدمشق، فقد بلغ سعر كيلو الفروج النيء 1200 ليرة، أما فخد مع ورك فوصل إلى 850 ليرة للكيلو منه، الدبوس 1075، جناحات 775 ليرة، سودة 3500، وردة 1250 ليرة، كستا 1350 ليرة، في حين سجل سعر الكيلو من شرحات الدجاج إلى 2150 ليرة سورية.
لحم ع “المكشوف”
في باب سريجة تجد ما لذ وطاب من اللحوم التي تغري العين قبل أي شيء، كذلك تجد محالا تعرض لحم الخاروف مكشوفاً من دون الاهتمام بالإجراءات الصحية والوقائية التي تحميها من التلوث وتحمي المستهلكين من الأمراض، وبالانتقال إلى الأسعار فقد سجل سعر كيلو المقادم 125 ليرة، أما لسانات الغنم فوصلت إلى 2400 ليرة للكيلو الواحد، في حين سجل سعر رأس الخاروف للطبخ 2500 ليرة سورية.
أما في منطقة المزة فقد بلغ سعر سندويشة شاورما كبيرة 120 غرام لحمة دجاج 500 ليرة، وسعر السندويشة المتوسطة 90 غرام 300 ليرة، والصغيرة منها 40 غرام لحم دجاج 175 ليرة، بينما وجبة شاورما (عربي) بـ 800 ليرة سورية، وتراوح سعر سندويش كريسبي بين 2000- 2500 ليرة، في حين انخفض سعر كيلو شاورما الدجاج إلى 3200 ليرة لكن ذلك لا يلغي وجود بعض المحال التجارية التي تخرج عن لائحة الأسعار التي تضعها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
في اللاذقية… وجبة غذائية متكاملة
بالانتقال إلى أسعار الأسماك البحرية في السوق المحلية، يقول أبو إسماعيل صاحب ملحمة الحطاب في حي الزقزقانية بمحافظة اللاذقية”: إن سعر السمك يتوقف حسب العرض والطلب، ويتراوح سعره حسب نوع السمك وجودته أيضاً، مضيفاً أن أي مادة موجودة بكميات كبيرة في الأسواق ينخفض سعرها، وعلى العكس تماماً إذا انخفض تواجد المادة في الأسواق يرتفع سعرها، رغم ذلك لا يتوقف الناس عن شراء السمك كونه يشكل وجبة غذائية كاملة البروتينات، منوهاً أن الأسماك لها نوعان: بحري ونهري، ولكل نوع منها من يحبه ويرغبه.
مزادات علنية
يضيف أبو إسماعيل أن سمك البوري (استيراد المرفأ) سعره رخيص، إذ يتراوح سعر الكيلو بين 1200- 1500 ليرة سورية، أما ذو الجودة الفاخرة فيبلغ سعره نحو 2800 ليرة، إذ يصنف أبو إسماعيل نوعيات عديدة لسمك البوري منها شيلان ودهبان وبناديق وأبو قرعة، موضحاً ندرة الأسماك في موسم الشتاء لأنه يتكاثر في الربيع وطيلة فترة الصيف الأمر الذي يؤثر على السعر، منوهاً أنه في موسم الشتاء تبدأ “المزادات” على جميع أنواع الأسماك وذلك بسبب انخفاض كمياته في البحر وبالتالي انخفاض عمليات الصيد، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع سعره في النهاية.
كذلك في المحافظة الساحلية تجد لحم الخاروف يحتل المرتبة الثانية في عملية البيع، فبلغ سعر كيلو صفيحة مشوية منها 6 آلاف ليرة، في حين بلغ سعر الكيلو نيء 5 آلاف ليرة، كذلك بلغ كيلو الكباب 6 آلاف ليرة، أما سعر كيلو لحمة العجل المشوية 5 آلاف ليرة، والنيء 4 آلاف ليرة، في حين سجل سعر كيلو السودة ثلاثة آلاف ليرة للنوعية الجيدة، أما القلوبات فوصلت إلى سعر 3 آلاف للكيلو الواحد.
أرقام وحقائق صادمة
في دمشق، وتحديداً في سوق باب سريجة تتوزع محلات بيع الأسماك على جانبي الطريق، وترى ألوان الأسماك المختلفة وأنواعها العديدة، مثلاً بلغ سعر سمك اسكمبري مشط بحري 1800 ليرة، فيليه لحم أبيض بحري 3400 ليرة، سلمون من دون حسك 2500 ليرة، سلور أسود من دون حسك 800، بلميدا طون بحري من دون حسك 1650، سردين طيار بحري 1800، فضي شبوط نهري 1650، كريب 1700، سلطان إبراهيم 1000 ليرة، سردين 1100، سردين نوع جيد 1200، كذلك نوع بلميدا 1200، مشط طبراني 950، سردين صغير منظف 750 للكيلو الواحد.
كذلك في السوق ذاته ترى البسطات تتبعثر على مداخل السوق وتعرض السمك من دون أدنى الإجراءات الوقائية، ومن دون التقيد بالسلامة الصحية، إذ تعرض الأسماك “المستوردة” بأنواعها المختلفة مكشوفة من دون وضع أكياس شفافة لحمايتها من الحشرات والتلوث. بالنسبة للأسعار حيث سجل على إحدى “كرتونات” عرض السعر، أن السمك أرجنتيني أصلي ممتاز جداً فحل وأبيض مكفول بسعر 2000 ليرة سورية، وسمك أردني بلا حسك بـ 1700 ليرة سورية للكيلو الواحد!
“سياحي” معفى من المخالفة
هناك الكثير من الشكاوي على محال بيع اللحوم والوجبات السريعة، فقد وصل سعر كيلو الشيش فرط في أحد المحال التجارية الواقعة في منطقة الغساني إلى 6 آلاف ليرة “حاف بدون توابع”، كذلك كيلو سودة إضافة لعلبة ثوم واحدة ذات حجم صغير إلى ألفين ليرة سورية، فكان رد مديرية التجارة الداخلية بدمشق أن المطعم مصنف كسياحي وبالتالي فهو خاضع لمديرية سياحة دمشق من ناحية الرقابة ومعالجة الشكاوي، وعلى افتراض أن المطعم مصنف “سياحي” فإنه يخضع بديهياً لمعايير الجودة والخدمات التي يقدمها، وأولها التقييد بالأسعار المعلنة، ناهيك عن الحديث عن عدم وجود مغسلة ومراحيض للزبائن، إذ انعدمت في أغلب المطاعم أدنى درجات الأمان والنظافة، إضافة لوجود محلات تقوم بجرم عظام الفروج غير صالحة للاستخدام البشري، ناهيك عن عدم استيفاء الشروط الصحية للمهنة.
نقص في الفروج بنسبة 40%
من جانبه، أكد أمين سر جمعية حماية المستهلك السابق محمد بسام درويش ارتفاع سعر الخاروف الحي إلى 1950-2000 ليرة، ورد السبب إلى هطول الأمطار بغزارة هذا الموسم وهو ما جعل المربي لا يفرط بالأغنام، أما السبب الثاني فهو استمرار عمليات تهريب الأغنام إلى خارج القطر وخاصة المناطق التي لا تخضع لسيطرة الدولة، من منبج إلى الشرق السوري ومنها إلى أربيل، كذلك في المنطقة الوسطى يتم تهريبها إلى لبنان، وفي جنوب البلاد تُهرب إلى الأردن أنثى الغنم والجدايا، ومع الأسف، عند ارتفاع سعر أي مادة تزداد عمليات الغش، أما أسعار الأبقار فهي تتقبل الغش بنسبة 90% حيث تدخل أمهات الدجاج باسم الحبش ليجري خلطها وبيعها تحت مسمى (لحم عجل)، أما ارتفاع سعر الفروج فسببه التهريب الذي يأتي من طريق حماه، الأمر الذي سبب عزوف المربين عن تربية الأفواج لأن تكلفة الريش 800 ليرة سورية، بينما يباع الفروج المذبوح بسعر 700 ليرة، متسائلاً كيف يصمد المربي بغنى عن تكلفة فصل الشتاء، مضيفاً أن الحكومة بدأت بمكافحة التهريب للفروج المجمّد، لكن نصف المربين ابتعدوا عن تربية الفروج، فيما أثرت عملية مكافحة التهريب بحدوث فراغ كبير في الأسواق ونقص المادة بنسبة 40%.
صحيفة الأيام السورية
تعليقات الزوار
|
|