الاقتصاد اليوم ـ صحف:

منيرالمتني وهو “صاحب بسطة”، والذي كان يصرخ منادياً الزبائن (لاتحرم أولادك تعال وشوف ) شرح لنا أهمية الأسواق الشعبية ، التي توفر للمواطن جميع المواد الغذائية من خضراوات وفواكه ولحوم وغيرها، بأنواع جيدة وأسعار مناسبة بعيدة عن تلاعب بعض التجار الذين أصبحوا يتاجرون بلقمة عيش المواطن السوري.

وتابع المتني في حديثه لنا من يعمل في هذه الأسواق هم في غالبيتهم من البائعين الذين  خسروا محلاتهم نتيجة الاعتداءات التي دمرتها بشكل كامل، والتي أدت إلى قطع أرزاقهم، مبيناً أن البسطة الصغيرة التي يملكها تطعمه هو أسرته وتعينه على الحياة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وكان لجاره في السوق سليم الخويص “صاحب بسطة فواكه” وجهة نظر أخرى، موضحاً أهمية الأسواق في تأمين فرص العمل للكثير من الشباب الذين لم يستطيعوا الحصول على وظائف لأسباب مختلفة، لافتاً إلى وجود عدد كبير من الشباب الذين استفادوا من العمل في هذه البسطات في إعالة أسرهم وتأمين مصروفهم اليومي، عدا عن أهمية هذه الأسواق في  توفير كل ما يحتاجه المواطن، إضافة إلى أنها تتمركز في مناطق معينة بحيث لا تزعج أحداً أو تسبب أي ازدحام.

حل أزمة

وخلال لقائنا مع مجموعة من المتسوقين استوقفنا “أدهم عبيد”  “صاحب محل أجهزة كهربائية”، حيث أوضح لنا أنه يأتي بين الحين والآخر للتسوق من هنا، حيث تختلف الأسعار بشكل واضح بين الأسواق والمحلات التجارية، على الرغم من تشابه الجودة، مبيناً أنه يمكن أن يكون الاختلاف عائداً إلى  ارتفاع إيجارات المحلات التجارية، ما ينعكس على سعر المواد الغذائية وبالتالي “جيب” المواطن.

وشرح لنا أدهم أن قرب البسطات من بعضها يوفر على المواطن عناء البحث عن مستلزماته، وبالتالي تكون أيضاً مقصداً لكبار السن، أو لأصحاب الأعمال الذين لا يمتلكون الوقت الكبير لقضائه في التسوق.

وعند اجتماعنا مع رامي أبو الفضل، أحد المتسوقين، فسر لنا كيفية حل الأسواق لمشكلة عدم توافر المواد الغذائية نتيجة الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها المدينة، مشيراً إلى أنها حلت أزمة كبيرة حيث وفرت كل ما يحتاجه المواطن، وبأسعار مناسبة دون التلاعب بها من قبل أحد.

وأكد أبو الفضل على أهمية تطوير هذه الأسواق وزيادة الاهتمام بها لما تعول عليه من فائدة على المواطن، حيث إن المواطن تحت وطأة الحرب أصبح بحاجة إلى مثل هذه الأسواق لأن إيجابياتها تفوق سلبياتها بالنسبة للمواطن.

أثر سلبي

أصحاب المحلات التجارية المجاورة للأسواق كانت لهم آراء أخرى، حيث لم يكن بعضهم راضياً عن هذه الأسواق، معتبرين أنها السبب وراء انخفاض مبيعاتهم، وعند اجتماعنا مع سامح محمود، أحد أصحاب المحلات التجارية، أوضح لنا مدى تأثير الأسواق على عائداته اليومية، مبيناً أن أسواق الخضرة أصبحت مقصد الكثير من الناس لأن أسعارها منخفضة عن أسعار المحلات، موضحاً أن سبب الاختلاف في الأسعار يعود إلى ارتفاع أسعار الإيجار والكهرباء، التي لا يتعرف عليها صاحب البسطة.

وأشار محمود إلى أن أسواق الخضرة ساعدت على توفير الكثير من المستلزمات الغذائية، وساهمت في تأمين العمل للكثير من الشباب، ولكن كان لها التأثير السلبي على أصحاب المحلات التجارية المجاورة لها، نظراً لرغبة الناس بهذه الأسواق وعدم دخولها المحلات.

المصدر: صحيفة "البعث"