الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

وزيرة سابقة تضع وصفة لمعالجة مشكلات القطاع النسيجي السوري

الاقتصاد اليوم:

بينت الخبيرة الاقتصادية ووزيرة الاقتصاد السابقة الدكتورة لمياء عاصي أنه قبل الحرب على سورية كان قطاع النسيج يعاني من العديد من المعوقات المتعلقة بالتسهيلات الخاصة بالصناعيين ليتمكنوا من الإنتاج بكلف أقل ويتمكنوا من المنافسة, ولكن بعد الحرب تضاعفت المشاكل التي تواجه كل الصناعات وخصوصاً اللوجيستية بما يتعلق بالأمان حيث تعرضت الكثير من المنشآت للحرق والنهب والسلب, إضافة إلى مخاطر النقل على الطرق والقدرة على نقل المستلزمات الإنتاجية، والنقص الهائل في مستلزمات الطاقة،  مما جعل الكثير من الصناعيين السوريين يتجهون إلى مصر وتركيا والأردن لإقامة مصانعهم هناك، وبالطبع هذا شكل خسائر كبيرة للاقتصاد الوطني، وفي قطاع النسيج السوري, هناك المؤسسات المملوكة للدولة (القطاع العام ) وهذه مشكلاتها مضاعفة ومعقدة لا يسعنا ذكرها هنا , أما  القطاع الخاص فتتلخص مشاكله بارتفاع كلف الإنتاج وخصوصاً الرسوم والضرائب على المواد الأولية.

وتابعت عاصي : نجد الآن تضارب بالمصالح بين مصنعي الأقمشة ومصنعي الألبسة, ففي الوقت الذي يطالب فيه مصنعو الألبسة بالسماح باستيراد الأقمشة المناسبة لتصاميمهم,  فإن مصنعي الأقمشة يطلبون عدم السماح باستيراد الأقمشة لأنها ستنافس بضائعهم لجهة الجودة والسعر، ولابد من الوصول إلى توافق بين مصالح الجهتين بما يخدم مصالح المستهلك بشكل رئيسي,  وقد يقول أحد ما , بأن الاستيراد من الصين هو الأرخص للمستهلك المحلي ، وهذا قد يكون صحيحا في الفترة الأولى ولكن عندما تستولي الشركات الأجنبية على السوق المحلي، تصبح قادرة على فرض شروطها على السوق حتى لوكانت مجحفة، وتتحول البلد بالكامل إلى سوق استهلاكي، وهذا سيؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية لعموم المواطنين وارتفاع نسب البطالة بشكل كبير، ومن نافل القول : أن  سياسات  تشجيع الإنتاج المحلي تعمل  كل الدول من أجلها  حتى الدول التي تنادي بالسوق الحر .

وختمت عاصي بالقول : إن السياسات المتبعة في هذا الموضوع يجب أن تكون شاملة ومتوازنة من خلال :

أولا : تخفيف الأعباء التي تزيد كلفة المنتج المحلي واستثناء المواد الأولية الداخلة في هذه الصناعة من الضرائب والرسوم الجمركية لفترة 5 سنوات على الأقل يعاد تقييمها في نهاية الفترة,  حتى تستعيد الشركات حيويتها من جديد وتستطيع تقديم منتج منافس في السوق المحلي والخارجي من حيث سعره وجودته، لأن الرسوم البالغة اليوم 5% على المواد الأولية  تجعل المنتج الوطني غالياً  وغير منافس والأقمشة المستورد أقل كلفة من المصنعة محلياً, ولا تقتصر الكلفة على الضرائب والرسوم بل تتعداها إلى حوامل الطاقة المختلفة من فيول ومازوت  وصولاً إلى التكاليف المخفية هنا وهناك.

ثانيا : منتجي الصناعات النسيجية تحديداً, عليهم عدم الاعتماد على المنافسة بالسعر فقط بل بالابتكار والتصميم  والجودة وهذا لا يتحقق إلا بإنشاء المعاهد والكليات المتخصصة بالتصميم لتساير التطور والتعقيد الذي يكتنف هذه الصناعة عالمياً وتمكين المنتج المحلي من القدرة على التسويق خارجياً .

ثالثا : طموح هذه الصناعة يتحقق من خلال  إقامة منطقة صناعية خاصة (عناقيد صناعية ) بشركات ومعامل الغزل والنسيج بحيث تكون متكاملة ابتداء من حلج الأقطان وانتهاء بصناعة الألبسة وبيوت التصميم والمخابر اللازمة ومعاهد التدريب لليد العاملة، مما يقلل من تكاليف النقل بين مصادر المواد الأولية ومناطق تصنيعها وبالتالي لم شمل هذه الشركات والمعامل وخاصة المبعثرة منها في الأقبية بين المناطق السكنية في مكان واحد يملك بنية تحتية متميزة.

سيريانديز

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك